تقرير حول استراتيجية الفصل المقلوب :
الفصول الدراسية المقلوبة هي الفكرة الرائجة هذه الأيام والتي ينادي بها الجميع، ابتداء من "بيل غيتس" Bill Gates المؤسس والرئيس التنفيذي السابق للشركة العملاقة مايكروسوفت، و "إيريك مازور" Eric Mazur عالم الفيزياء الكبير والتربوي ذي الشهرة العالمية. حيث يرى كل منهما في هذا النوع من التعليم مثالاً للابتكار التعليمي المثير الواعد.
تعرف مؤسسة EDUCAUSE الرائدة في تعزيز الاستخدام الفعال لتقنية التعليم، الفصول الدراسية المقلوبة "كنموذج يعكس محاضرة نموذجية يتم مشاهدتها كواجب منزلي." هذا النموذج يطبق في أكاديمية خان المعروفة، والتي يوفر موقعها على الإنترنت أكثر من 3600 محاضرة صغيرة عبر فيديوهات مخزنة على موقع يوتيوب لتدريس الرياضيات، والتاريخ، والتمويل، والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلم الفلك والاقتصاد. حيث نرى الطلاب يشاهدون عروض فيديو قصيرة للمحاضرات في المنزل، ويعطون الوقت الأكبر لمناقشة المحتوى في الفصل تحت إشراف المدرس.
لماذا يتوجه الطلاب إلى التعليم المقلوب؟
الآن وأكثر من أي وقت مضى، يقضي الطلاب معظم أوقاتهم على شبكة الإنترنت مستخدمين نوعاً ما من التقنية، فهم يستخدمون الهواتف المحمولة وأجهزة تقنية المعلومات والاتصالات المتحركة وأجهزة الكمبيوتر المحمول Laptop والتابلت والآي باد iPad ..الخ. ووفق الإحصائيات التي نشرها موقع جوجل في نهاية عام 2013، يحتل موقع "يوتيوب" المركز الثاني من بين المواقع الأكثر زيارة على شبكة الإنترنت، فعدد مشاهدات يوتيوب يوميًا بلغ حوالي 4 مليارات مشاهدة في اليوم، ويتمّ تحميل 100 ساعة من الفيديو كل دقيقة. يستقبل موقع "يوتيوب" شهرياً ما يزيد عن مليار مستخدم، مما يؤكد أن الفيديو له قوة وشعبية لا يمكن تجاهلها. عملت هذه الشعبية التي يحظى بها الفيديو بين فئة الشباب على التفكير باستخدام الفيديو كأداة تعليمية، في عام 2000، قدم "مورين لاج" (Maureen Lage) و "غلين بلات" (Glenn Platt) و "مايكل تريجليا" (Michael Treglia) فكرة استخدام التقنية لقلب بيئة الفصول الدراسية التقليدية، من خلال ورقة بحثية بعنوان " قلب نظام الفصل الدراسي: مدخل لخلق بيئة تعليمية شاملة" والتي عرفت فيما بعد باسم "الفصول الدراسية المعكوسة" أو "الفصول الدراسية المقلوبة" أو "التعليم العكسي". والذي عرفته موسوعة الويكيبيديا الحرة بأنه: " شكل من أشكال التعليم المدمج الذي يشمل أي استخدام للتقنية للاستفادة من التعلم في الفصول الدراسية، بحيث يمكن للمدرس قضاء مزيد من الوقت في التفاعل مع الطلاب بدلاً من إلقاء المحاضرات. وهذا يتم بشكل أكثر شيوعاً باستخدام الفيديوهات التي يقوم بإعدادها المدرس والتي يشاهدها الطلاب خارج الأوقات الدراسية في الفصول" .
خلال المؤتمر الذي عقد في كولورادو في يوليو 2011، خرج المعلمون بمقال حمل عنوان" التعليم المقلوب : كيف يكون وكيف لا يكون ". والتي اسفرت عن النتائج التالية:
الفصول الدراسية المقلوبة، ليست ما يلي:
- مرادفاً لأشرطة الفيديو على الإنترنت: عندما يسمع معظم الناس عن التعليم المقلوب فإنهم يظنون أنه أشرطة الفيديو، التفاعل وأنشطة التعلم ذات المعنى التي تحدث خلال اللقاءات في الفصل وجها لوجه وهذا هو الأهم.
- استبدالاً للمعلمين بمشاهدات الفيديو .
- دورة على الإنترنت .
- طلاباً يعملون بدون هيكل تنظيمي للعملية التعليمية.
الفصول الدراسية المقلوبة تكون على النحو التالي:
- وسيلة لزيادة التفاعل والاتصال بين الطلاب والمعلمين .
- بيئة تعلمية تحفز مشاركة الطلاب في تحمل مسؤولية تعلمهم.
- المعلم ليس هو ذلك الحكيم الواقف على المسرح والذي يعرف كل شيء، ولكنه المرشد والدليل للطلاب.
- تعلم مختلط يجمع ما بين التعلم المباشر والتعلم الذاتي.
- فصول يتم فيها أرشفة المحتوى بشكل دائم للمراجعة أو التنقيح.
- مكان يُمكن جميع الطلاب من الحصول على تعليم شخصي.
المزايا الرئيسية لاستخدام محاضرات الفيديو في الصفوف المقلوبة:
- مساعدة الطلاب على سد الفجوة المعرفية التي يسببها تغيبهم عن المحاضرات.
- دعم الطلبة النظاميين من خلال منحهم الفرصة لاسترداد المحاضرات المفقودة بسبب الغياب القسري أو الاختياري.
- مساعدة الطلاب اللذين يواجهون صعوبات مع اللغة المنطوقة للمحاضرة.
- إعطاء الطلاب وسيلة لاستعراض المقاطع الهامة والتحقق من ملاحظاتهم.
- المحتوى قصير وممتع ويسهل استيعابه.
- يستطيع الطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم والمكان والزمان الذي يلائمهم.
- هناك مسار واضح ومستمر لتعلم الموضوعات المعقدة.
قصص وتجارب استخدام الصفوف المقلوبة:
الفصول الدراسية المقلوبة أو العكسية لا تزال في المراحل الأولى، مع الكثير من التجارب حول كيفية القيام بذلك بالطرق الصحيحة تكتسب شعبية كبرى بين الطلاب والحكومات والخبراء الأكاديميين. الكثير من المؤسسات الأكاديمية بدأت تتحول إلى صفوف ومدارس مقلوبة، لنرى هنا بعض من هذه التحارب على مستوى المؤسسات والمعلمين.
لماذا أحب استخدام الفصل العكسي :
أنا أحب الفصل المقلوب واستخدمه في التدريس إلى طلابي، أشعر أني أُصيغ بياناً جدلياً لتعليم جديد. كما أنني أعتقد أنه لو تم استخدام هذه الطريقة من التعليم بحكمة وفي السياق الصحيح، فمن الممكن تحرير التعليم التقليدي وتوفر المعرفة الأساسية للطلاب ومن ثم المضي قدما لمهارات التفكير العليا، الغني بالمفاهيم والذي يتضمن تنظيما ذاتيا لعملية التفكير ويسعى إلى الاستكشاف والتساؤل خلال البحث والدراسة أو التعامل مع مواقف الحياة المختلف. تشير "أشلي" إلى أن لديها فلسفتها الخاصة بها والتي تترجمها في التالي: "أعمل على تشجيع الطلاب على تعلم المحتوى خارج الفصل ومن ثم ممارسة المحتويات داخل الفصل" فأنا أقوم بتسجيل المحاضرات للطلاب لمشاهدتها في البيت وذلك كجزء من الواجب المنزلي، وأركز في الفصل على المناقشة، وأنشطة البحوث والمختبرات، وما إلى ذلك.
بدأت باستخدام هذا الأسلوب بعد ملاحظتي لعدد من الطلاب الذين أراهم ينعسون أثناء المحاضرة أو يبدؤون في التثاؤب خلال الاستماع إلى المحاضرة. ذلك مما أدى إلى التفكير في إلقاء المسؤولية بين أيديهم وتحفيزهم على مشاهدة المحاضرة في البيت لأنه سيكون في الغد مناقشة لما شاهدوه.
كانت لديّ توقعات عالية حول مشاهدة الأطفال لفيديو المحاضرة. إلا أنني تفاجأت بأن عدد قليل من الطلاب هم الذين التزموا بهذا الواجب المنزلي. قد يكون استماع الطلاب إلى المحاضرة ومشاهدتها قبل أن يأتوا إلى الفصل هي أصعب مهمة في التعليم المقلوب والتي تحتاج إلى النضال من أجل ذلك والتفكير في حلول لها. الزيادة في الأنشطة تشجع على مشاهدة الفيديو وترفع من نسبة التفاعل بين الطلاب. كما أن النقاش في الفصل يمنح المعلم فرصة التأكد من أن الطلاب الذين يشاهدون هذه المحاضرات يحصلون على نفس المعلومات. أساليب التقييم مثل: إعطاء اختبار موجز quiz لما شاهدوه في البيت قد يعطي نتائج أفضل، ولكن ...
اعداد المعلمة /منيرة عبدالمحسن عتيق القنون
إلمراجع /هيـام حـايك- كاتبة بمدونة نسيــج
http://www.knewton.com/flipped-classroom
http://www.educationnews.org/technology/does-the-flipped-classroom-really-accomplish-its-goals/
Topics: المكتبات, محاضرات الفيديو, الصفوف المقلوبة, التعليم العكسي, Educause, الفصول المعكوسة, قصص, يوتيوب, بيل غيتس